4/21/2014

المثليّة الجنسيّة و سيغموند فرويد

فرويد وحده فقط ،خلال حياته طرح عدة وجهات نظر مختلفة ومتناقضة في بعض الأحيان عن اسباب المثليّة الجنسيّة:


مثلا في سنة ١٩٠٥ كان يرجع اسباب المثليّة الجنسيّة الى الأزدواجية او الثنائية الجنسية. كانت نظرية سيغموند فرويد عن النشاط الجنسي البشري تختلف عن وجهة نظر هافلوك إليس، فرويد يعتقد أن جميع البشر بالفطرة هم مزدوجي الجنس، اما ان يصبح مغاير الجنس أو  يصبح مثلي الجنس نتيجة لتجاربهم مع الوالدين وغيرها .

و في سنة ١٩١٠  كان يُرجعها الى النرجسية: وهي تعني التوظيف المبالغ فيه للبيدو( الطاقة الجنسية) في الذات وليس في الآخر، ونتيجة لهذا يتعطل السلوك الطبيعي الجنسي  ليركز كل جنس على نفسه في إشباع الحاجة والرغبة.

وفي  سنة ١٩٢٠  كان يُرجعها الى  آليات الاسقاط، والإسقاط هو من أكثر آليات الدفاع استخداما في الحياة اليومية،. فالمثيرات الآتية من الخارج بمقدور المرء تغيير أو اعتراض أو تفادي أو إهمال ما لا يروقه منها. أما المثيرات الداخلية من رغبات مُخزية-مثل الرغبة الجنسية المثلية- فلا يستطيع المرء تغييرها أو إهمالها أو التهرب منها، فتلجأ أناه دون وعي منه إلى إسقاط تلك المثيرات إلى الخارج لكي يستطيع التعامل معها بصعوبة أقل.

 وفي سنة ١٩٢٢ كان يُرجعها الى قرارات اوديبية غير مُرضية .

وكلها عبارة عن فرضيات ضيقة لفهم المثليّة الجنسيّة.

 كما اعتبر فرويد النمو النفسي الجنسي للإنسان يمر بمراحل، وهذه المراحل تتطَور حسب انتقال مركز إشباع اللذة. كل طور نمائي يستمد وجوده وخاصته من الليبيدو( الطاقة الجنسية). لهذا يصف  فرويد المثليّة الجنسيّة بأنها اضطراب في التطور النفسي الجنسي،  حيث يقول فرويد: "لايمكن أن نعتبر المثلية مرض، لكننا نعتبرها شكلا من اشكال النشاط الجنسي يحدث بسبب توقف في النمو الجنسي "

 ففرويد يعتبر رغبة العنصر الذكوري للوصول إلى العنصر النسائي  هي "الهدف الجنسي الطبيعي" اما الباقي هو الانحراف. أي المثليّة الجنسيّة هي انحراف عند فرويد. 

لكن فرويد لم يكن يرى المثليّة الجنسيّة عملا إجرامياً يستحق الأدانة أو خطيئة تستحق العقاب، بل هي عجز جنسي يمكن أن نتسامح معه، أيضا فرويد لم يشير إلى أن العلاج و تحويل الميول الجنسية شيئ محبب أو ناجح. بل انه أقترح الحذر لأولئك الذين يسعون الى العلاج من المثلية، خاصة الفرد الذي يعاني من توجههي الجنسي، و في معظم المناقشات حول المثلية الجنسية ترك فرويد باب الاحتمال مفتوح.

بعض الأنتقادات لنظرة فرويد للمثلية

١- الكثير من المحلليين النفسيين انتقدوا نظرة فرويد للمثلية الجنسية،  ولم يتفقوا معه في رؤيته أن المثلي شخص بدائي ومتخلف جنسيا ، أو انه انسان فشل في تحقيق تنمية متناسقة في حياته الجنسية.

٢-  تطرق فرويد للمثلية الجنسية في كثير من ابحاثه لكن حصر المثلية الجنسية في زاوية ضيقة الا وهي  زاوية الجنس فقط  ولم يتطرق لها من زاوية  الحب والعواطف والمشاعر، فهو ينعتها بالانحراف الجنسي ، فنظرة فرويد الى المثلية كانت جنسية بحتة لادخل للحنان والعواطف والمشاعر فيها.

٣-  لم يتبع المحللون النفسيون الذين اتو بعد فرويد نظرته بل هناك حتى من رفض فرضيته " أن جميع البشر بالفطرة هم مزدوجي الجنس" مثل ساندور رادو (١٩٤٠-١٩٤٨) . اما  تشارلز Socarides (١٩٦٨) فهو يرى أن مسببات المثلية الجنسية قد تحدث حتى قبل الفترة الأودبية اي عكس ماقاله فرويد.


٤- أن كثيرا من أفكار فرويد تم تعديل  الكثير منها من قبل المحللين النفسيين في نهاية القرن العشرين.  ومع التقدم في مجال  علم النفس بدأت تظهر العديد من العيوب في كثير من نظرياته حتى أصبحت غير صالحة للاستناد عليها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علق للحوار و ليس للجدال