4/21/2014

دراسة ايفلين هوكر (Evelyn Hooker) عن المثليّة الجنسيّة

في عصرنا الحالي هناك مجموعة كبيرة من البحوث التجريبية المنشورة والتي تدحض بوضوح فكرة أن المثليّة الجنسيّة هي مرض نفسي. و أولى الدراسات المنشورة والاكثر شهرة في هذا المجال هي التي قامت بها عالمة النفس  ايفلين هوكر (Evelyn Hooker) ، في سنة (١٩٥٧) قامت هوكر بدراسة مبتكرة في عدة جوانب هامة.

ألين هوكر 
أولا، بدلا من قبولها ببساطة الرأي السائد أن المثليّة الجنسيّة هي مرض ، بل طرحت مسألة هل التكيف النفسي عند مثليون الجنس مختلف عن ذوي الميول الجنسية الغيرية ؟

ثانيا، بدلا من دراسة المرضى النفسيين، بل جندت عينة من الرجال المثليين و الذين كانوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي في المجتمع.

ثالثا، استخدمت التجربة العمياء و طلبت من خبراء تقييم هؤولاء الرجال بدون سابق معرفة عن ميولهم الجنسية. وهذه الطريقة كانت مصدراً هاما لابطال الدراسات السابقة العديدة عن المثلية الجنسية.
Listen
Read phonetically

استعملت هوكر ثلاثة اختبارات اسقاطية  لدراسة عينة (٣٠) من الذكور المثليين والمغايرين- للأشارة لم يكن أي من المثليين اثناء الدراسة في العلاج من المثلية أي اختارت مثليين كانت لهم حياة عادية.
 وهذه الاختبارات  هي :
 1-اختبار روشاخ (Rorschach) ،
 2-اختبار تفهم الموضوع (TAT)،
 3-قصة صورة (MAPS)

 وحرصت أن تكون المجموعتين متطابقة بالنسبة للعمر، ومعدل الذكاء، والتعليم.

واوكلت اجراء اختبار روشاخ  الى اثنين من الخبراء المستقلين لتقييم التكيف النفسي للمجموعتين- بدون معرفتهم بالميول الجنسية للمجموعتين- ،فاستعملوا مقياس من 5 نقاط . فصنفوا الثلثين من ذوي الميول الجنسية الغيرية والثلثين من مثليون الجنس في الفئات الثلاث الأعلى من التكيف. وعندما طلبت منهم تحديد نتائج رورشاخ للمثليين الجنس فلم يتمكن الخبراء من التمييز بين الفئتين.

وبالنسبة للاختبار الثاني والثالث استعملت نفس الطريقة التي استخدمتها في اختبار روشاخ ، فوجدوا أن ليس هناك فروق بين نتائج المجموعتين، اذ أن نتائج مثليون الجنس طبيعية و لا تختلف كثيرا عن الفئة المغايرة.

فاستنتجت هوكر من هذه  البيانات أن المثلية الجنسية لا تشكل مرضا كلينيكيا وليس لها ارتباط مع الأمراض النفسية .

و بعد هوكر أتى الكثير من الباحثين واتبعوا منهاجها لكن استعملوا مجموعة متنوعة من أساليب البحث. ففريدمان (١٩٧١)، على سبيل المثال، استخدم طريقة هوكر الأساسية لدراسة المرأة المثليه و الغيرية. وبدلاً من استعمال الاختبارات الإسقاطية، استعمل اختبارات الشخصية للفئتين. وكانت استنتاجاته مماثلة لنتائج هوكر. و في مراجعة للدراسات المنشورة لمقارنة عينات من مثلي الجنس والجنس الآخر في الاختبارات النفسية، وجد Gonsiorek (١٩٨٢) أن "المثلية الجنسية في حد ذاتها ليست لها علاقة بالاضطرابات النفسية أو عدم التكيف النفسي"  

وعلى الرغم من نتائج  هوكر وغيرها من الباحثين لازال ​​بعض "الباحثين"  يدعمون النظرة التي تعتبر المثليّة الجنسيّة مرض  ، إلا أن منهجيتهم  ضعيفة جدا. لانهم مازالوا يستخدمون العديد من العينات السريرية- أي مثليون تحت العلاج- أو السجناء ، لذا مستحيل تعميم نتائجهم على كافة المثليين. اما دراسات اخرى مثلا لما تجد بعض الأختلافات بين مثلي الجنس والجنس المغاير، فتفترض بعد ذلك أن هذه الاختلافات تشير الى مرض عند مثليون الجنس. على سبيل المثال ، قد يكون هناك اختلاف بين المثلي والمغاير في المرحلة الطفولية أو العلاقات الأسرية، عندئذ يفترض أن المثليون مرضى ، حتى ولم يكن  هناك أي اختلافات في الأداء النفسي بين المجموعتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علق للحوار و ليس للجدال