3/10/2014

هل مصير العلاقات المثليه حتماً الفشل؟

الكاتب: Aloush Ali
يدعي كثيرون وعلى رأسهم بعض المثليين أن العلاقة المثلية غير ثابتة ومصيرها الحتمي هو الفشل .. فهل هذا الإدعاء حقيقي ؟

اولاً لابد من ان نفهم ان العلاقة اي علاقة بين فتاتين او رجلين أو رجل وامرأة هي علاقة شخصية بين طرفين يحدد كلاهما كيفية ادارتها ولكل علاقة خاصيتها واي فشل فيها فهو راجع لطرفيها ولا تحسب على الميول فلا يمكننا القول مثلاً اذا تطلق رجل وامرأة ان علاقة المغاييرين فاشلة .. فان ظروف العلاقة كانت خاصة بهما !


ثانياً ان اي مقارنة بين العلاقة المثلية والمغايره كما يفعل الكثيرون ليثبتوا فشل العلاقات المثلية اذ ما قارنوها بالمغايرين .. فان اي مقارنه هي ليست عادلة .. خصوصا في المجتمعات الاسلامية والعربية .
               
فلا يمكن مقارنة ما هو منبوذ ومضطهد بما هو سائد وشائع وله اطر اجتماعية ودينية هذا من ناحية من ناحية اخرى هناك درجات حرية مختلفة بين المثليين والمغاييرين يتمتع بها المثلي في العلاقة بحرية اكبر من المغاير.

فالمغايرين يرتبطون في اطار عقد اجتماعي وديني .. ويرسمون صورة معينة لابد من الحفاظ عليها .. لذلك في حين تكون الحياة لا تطاق بين الزوجين يستمران في تمثيل الادوار المرسومة لهما .. وزيادة لذلك ثقافة المجتمع الذكورية الرافضة للمرأة المطلقة .. والوعي الذي تربت عليه المراة في مقولة " ظل راجل ولا ظل حيطة " .. فتتشبث المراة بالعلاقة مهما كانت وتتقبل اي شئ لتظل على عصمة رجل او كي "لا تخرب بيتها" !
كما ان وجود اولاد يكون دافعا من الدوافع التي تجبر الازواج على البقاء معا رغم صعوبة الاستمرار .

بينما المثلي الذي هو اصلا متمرد على المجتمع بعلاقته يكون اكثر حرية وخصوصا ان المثليين العرب في المجتمعات العربية تكون علاقاتهم سريه .. اذن لا يوجد ذلك العامل الاجتماعي الذي يضغط على الطرفين .. ثم انه لا يوجد عامل الاولاد .. ولا يربطهما الا الحب وان ما انتهى فيكون لديهما كل الحرية بالمغادرة والرحيل .. وانا ادعي هنا ان العلاقات المثلية اذا ما استمرت فهي اقوى لانها تتغذى من الحب فقط لا يعنيها عوامل اجتماعية او غيرها !

اما العامل الاخر المحدد لنجاح العلاقة او فشلها هم المثليين العرب انفسهم .. فكيف لمجموعة تؤمن بفشل تلك العلاقة ان تنجح بها ؟ .. ان كانت تدخل علاقات تعلم ان مصيرها الفشل فهي حتما ستفشل !
فيكتفي هؤلاء بعلاقة جنسية تشبع رغباتهم بكونهم لا يؤمنون بحب بين ابناء نفس الجنس.. يكونون متشبعون بالنموذج الاوحد الذي يقدمه المجتمع .. رجل وامراه ( بل في احيان رجل وعدة نساء ) فلا يرون العلاقات الا بهذا الاطار !   

واهم من ذلك هو المعتقدات الدينية ولها مساحه كبيرة في اوساط المثليين  فيكون ضميرهم مثقلاً بما يعتقدونه خطيئة ان هم احبوا او مارسوا الجنس .. فتجد كثيرين منهم يطلبون الحب العذري وكلنا نعلم ان مثل هذا الحب لا يوجد الا بقصائد العرب الكلاسيكيه وان الحب يحتاج لتواصل جسدي ايضا .. وهم يعلمون ذلك فيتخبطون بين الرغبة والضمير وتستحيل لديهم اي علاقة !
ثم ان الظروف الاجتماعية تمنع المثليين من الارتباط الحقيقي .. فتكون المسافات بينهما من اهم عوامل عدم الاستمرار .
اذن فان من يدعي ان العلاقات المثلية حتمية الفشل فهو مخطئ فهو يطلق حكمه دون الاخذ بكل الظروف ويقارنها بمقارنة غير عادله .. وان اخذنا بحكمه هذا فان العلاقات المغايرة فاشلة ايضا فلو نظرنا للغرب حيث عامل المجتمع اقل حده مما يتيح حرية تصرف اكبر .. فان نسبة الانفصال عالية بين المغاييرين ايضا .

فالعلاقة نفسها غير مستحيله ولا فاشلة بل الذين يمارسونها هم الفاشلون للاسباب التي ذكرت .. والدليل علاقات كامله وناجحه لمثليين ومثليات عرب في الخارج او في الداخل ذلك عدا عن التجارب الناجحة في الغرب.

كما ان علاقات المغايرين في مجتمعاتنا يملؤها النفاق والرغبة في اعطاء صورة ترضي المجتمع .. فنرى كثيرا من الازواج يخونون زوجاتهم حتى بعلمهن .. ونرى علاقات بارده يعيش كل منهما في زاويته ولا ينفصلون " من اجل الاولاد" او من "اجل الاهل" !...

العلاقات هي تجارب شخصية في نهاية الامر لا يمكن الحكم من خلالها على فئة كامله بالفشل او بالنجاح بل يجب ان نبحث امكانيه خلق بيئة مناسبة للعلاقات المثلية في مجتمعاتنا ثم يمكن للمنتقدين ان يتحدثوا عن فشلها ونجاحه.


هناك تعليقان (2):

علق للحوار و ليس للجدال