9/24/2014

هل قبول المثلية يعني قبول انقراض البشرية؟


افتراض دائماً ما يتم تخويف الناس به عند طلب المثليين بقبلوهم في مجتمعاتهم. يقول الافتراض لو قبلنا المثلية و أصبح كل الناس مثليين، إذاً انقرض البشر؟ 



طارح الافتراض يضعني اطرح تسأولين حوله و هما كالتالي:
أما هو غير مطلع و لا يعرف كيف تحدث المثلية و ما هي. فالمثلية ليست اختيار كاختيار الانسان لحزب سياسي أو مذهب ديني. المثلي يدرك أنه مثلي و يصيح مثلي دون تدخل منه نهائياً. 

و أما أن صاحب هذا السؤال لديه ميول مثلية ( مزدوج الميول ) و يعتقد أن كل الناس مثله فهو خائف أن يقبل المجتمع علاقات المثليين ثم هو يقرر أن يدخل في علاقة مثلية ، يعني كل ما يمنعه من دخول في علاقة مثلية هو خوفه من المجتمع فإذا زال هذا الحاجز يخاف أن يتبع رغبته. و هذا ضغف منه و المثليين غير مسؤلين عن اختياراته. 

ايضاً هذا السؤال  قد يكون نابع من اعتقاد السائل بأن المثلية عدوى تنتقل من شخص لآخر. هذا الكلام غير صحيح بالمرة.  لا يوجد أي دليل على ان المثلية سلوك اجتماعي يورث أو يتم تعليمه للاطفال أو جرهم له. هناك الكثير من الدراسات العلمية توضح بأنه ليس هناك أي دليل على أن الابناء الذين يتم تربيتهم بين يدي والدي مثليين بأن لديهم نسبة أعلى بأن يكونوا مثليين عنه من إذا تم تربيتهم بين والدين مغايرين.   الدراسات توضح أن احتمال أن يكون الاطفال مثليون جنسيا ليس له علاقة بميول الوالدين. فإن كانت المثلية سلوك يمكن فرضه على الشخص هذا يعني ان الغيرية يمكن فرضها بنفس الطريقة  بينما غالباً أغلب المثليين يكونوا تربوا بين والدين مغايرين في مجتمع يقدس العلاقة الغيرية و يرفض المثلية منها و يستحقرها ، بل الكثير من المثليين لا يعرفوا هذا المصطح ( المثلية ) الا في وقت متأخر في حياتهم فهم محاطين بالنعوت السلبية للعلاقات المثلية أو حتى لا يعرفوا بأن هناك علاقات يمكن أن تكون بين شخصيين من نفس الجنس كرغبة أولية ؟

و قد يقول قائل ستصبح المثلية مقبولة فبالتالي سيقرر البعض أن يكون مثلي. هذا الكلام غير صحيح. المثلية ليست قرار فحتى لو قرر أحد مغاير أن يدخل في علاقة مثلية فهذه علاقة كاذبة و لن تطول و سيرجع هذا المغاير لحياته السابقة و هو لم يتغير أنما خدع نفسه. بل يحدث  العكس مع الكثير من المثليين في الوقت الحالي خصوصاً في مجتمعاتنا العربية. فالعلاقات المثلية مرفوضة و غير معترف بها اجتماعياً و قانونياً. فلا يجد المثلي مفر من الرفض الاجتماعي إلا بالزواج من الجنس المغاير فيتزوج فهذه الصورة الاجتماعية المقبولة لكي يظل مثلي. بل أعتقد أن المثليين ممن عرف أهلهم بمثليتهم قبل زواجهم يخبروا أهلهم بأنهم تغيروا ارضاءً لأهلهم و ازالة الوصمة عنهم لو ظلوا يذكروا بأنهم مثليين. 

و لكي أزود القاريء بمثال من مجتمع يقبل بالعلاقات المثلية. ففي مدينة سان فرانسيكو الامريكية التي تعتبر ملجأ للمثليين الذين يرغبون أن يعيشوا هويتهم الجنسية دون خوف فأن نسبة المثليين ١٥٪ . فلو كان قبول المثلية سيؤدي لتبني الغيري الحياة المثلية لكان كل سكان هذه المدينة مثليين. 

إذاً نصل لنتيجة أن المثليين غير مسؤلين عن ميولهم و ليسوا مسؤلين أن ميول الآخرين.
إذا تكاثر المثليين لو تكاثروا بصورة أكبر في المستقبل الذي هو أساساً افتراض ليس مسئوليتهم، و من السذج أن نبني مجتمعاتنا على أفتراضات لا دليل يدعمها. فحتى تاريخياً عدد المثليين قلة كما هو الوضع الحالي. فنكرر و نقول أن المثليين غير مسؤلين عن تغيير الطبيعة أو من ناحية دينية  ليس البشر هم المنوط بهم الحفاظ على الجنس البشري بل الله. والله هو الذي من حقه أن يستثني بعض البشر من مسئولية الأبوة/اﻷمومة (العقم والعنّة الخلقيين، والمثلية وغيرها من اﻷشكال اﻷخرى). 

أما رفض قبول المثليين لانهم لا ينجبوا فالمثليين ليسوا هم الوحيدين الذين لا ينجبوا طبيعياً ففرض الانجاب على الازواج المغايرين غير قانوني في أي بلد حتى في الاسلام على حسب علمي لا يفرض الإنجاب على أتباعه أنما يشجع على ذلك بشدة لا أكثر .  كذلك فبدلاً أن نقول أن المثليين سبب فناء البشرية فلنمنع الحروب و لنضع قوانين تحرمها و لا نشجع عليها و لتكن الحروب و الرغبة فيها وصمة عار في كل مجتمع. 

نقطة أخيرة، البشر عقلاء و العلم كذلك مكن البشر أن يعرفوا إذا كانوا واقعاً يعانوا من نقص في عدد السكان أو زايدة . فلما يأتي زمن و يقل عدد البشر على الإرض سيكون واضح للبشر أنهم يُوشكون على الانقراض، ففي تلك الحالة يمكن للبشر أن يتكاثروا حتى لو فرضنا أن المثلية أصبحت الأغلبية ، فرضاً كما ذكرنا سابقاً، فأنا كون الانسان مثلي لا يعني أنه لا يمكنه إجبار نفسه لمجامعة الجنس الآخر خصوصاً إذا كانت الغاية هي إبقاء الجنس البشري الموشك على الانقراض. بل علمياً أمكانية الانجاب الآن لا تحتاج لجماع فيكيف بالمستقبل؟! .  و كما تقول القصة الدينية أن أدم و حواء هم أصل كل البشر إذاً بقاء البشر قد يكون كافي بشخصين لكي يتحقق. 

عدد سكان العالم في ٢٠١٠ كان اكثر من ٦ بليون  نسمة من المتوقع أن يزيد عدد سكان العالم إلى اكثر من ٩ بليون نسمة  في سنة ٢٠٥٠ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علق للحوار و ليس للجدال