الكاتب: Al Natour Hussein
هل إنتبه أحدكم في يوم من الايام إلى أن الأعضاء الجنسية وغيرها عند المرأة والرجل أصلها التشريحي واحد ؟ . فعلى سبيل المثال تجد أن الرجل لديه ثديين و كذلك المرأة ، ولكن أصابهما الضمور لأنه لا يستعملهما ولا حاجة له لأستعمالهما ، و الخصيتين عند الرجل هي المبيضين عند الانثى ، و كيس الصفن اللذي يحمل الخصيتين عند الرجل هو بالاصل بطانة التجويف المهبلي و الرحم عند الانثى ، و العضو الذكري عند الرجل أصله عضو البظر عند الانثى ..... و هكذا باقي الاعضاء الأخرى. فلا يوجد عضو عند الطرفين إلا و هناك شيء مشترك بينهما بالاصل ولكنه تطور ليكون ذي مهمة مختلفة و مستقلة عن الآخر.
![]() |
الجهاز التناسلي للرجل |
![]() |
الجهاز التناسلي للمرأة |
بمعنى أن الانسان كان فيما مضى يحمل أعضاءً ذكريةً و أنثويةٍ في جسدٍ واحد ، ففي بعض الاحيان يولد المولود و لديه أعضاءٌ أنثويةٌ وأخرى ذكريةٍ ناضجةٍ أو قريبةً من النضوجِ ، و تسمى علمياً و عرفياً بالـــ[ خنثى ] ، و يختلفُ الميولُ و الانجذاب الجنسي لديها من خنثى إلى أخرى ، فتجد خنثى ذكورية الميول و السلوك ، و تجد أخرى أنثوية الميول و السلوك ، ومنها ما هو ثنائي الميول و السلوك ، و المولود الخنثى موجودة عند غالب الكائنات الحية الاخرى .. و ممكن القول بأن الانسان تطور ليصبح جنسين مغايرين عن بعضهما من خلال الاصطفاء أو الانتخاب أو الانتقاء الطبيعي ، ويحدد هذا الانتخاب الطبيعي نوع الجنس اللذي سيتطور إليه من خلال طبيعة الميول والانجذاب الجنسي لديه ، و هكذا إستقل كل جنس عن الآخر كما هو الحال اليوم ، بإستثناء بعض الكائنات الاخرى اللتي بقيت ثنائية الجنس كبعض أنواع الضفادع و الزواحف والديدان و غيرها.
![]() |
الكتاب |
فعلى ضوء ذلك نقول بأن الميول المثلي للأنسان عند الجنسين سببه و أصله جيني , وهو من آثار التطور, وهو جزء لا يتجزأ منه ، و هذا ما صرح به و رجحه البروفسيور ديفيد باراش David P. Barash عالم الاحياء التطورية و أستاذ علم النفس في جامعة واشنطن في كتاب يتناول هذا الموضوع , و إسمه :-
[Homo Mysterious Evolutionary Puzzles of Human Nature ] طبع في الـــ2012 .
وله إيضاً مقال تحت عنوان :- [The Evolutionary Mystery of Homosexuality ] .
واللذي يؤكد و يقوي هذه النظرية هو ما رصده علماء الاحياء من وجود المثلية الجنسية في نطاق واسع عند الحيوانات البرية ، و الكثير من الكائنات الاخرى , فلا يقتصر التطور الاحيائي عند الانسان وحده .
و هناك إيضاً سلوكيات أخرى عند الانسان ثبت أنها ذات أسباب وراثية جينية ، مثل { الاعسر }, وهو الشخص اللذي يستخدم يده اليسرى دون اليمنى في الكتابة و الاكل ، و إيضاً هناك عادة مص الاصبع وقد ثبت أنها هي الاخرى ذات أسباب وراثية جينية ، و يوجد العديد من صور اللتي تُظْهِر جنين في بطن أمه وهو يمص إصبعه .
في الماضي كانت تصنف المثلية الجنسية على أنها إضطراب نفسي وعقلي مكتسب لأسباب بيئية و تربوية , ولكن ثبت علمياً و طبياً أنها ليست كذلك ، و تم إلغاء هذا التصنيف من قِبَل منظمة الصحة العالمية ، ولا يوجد شيء إسمه التعافي من المثلية كما يروج لها البعض , وكل من يقول أن هناك تعافي منها فهو يُأَصِّل كلامه على اساس ديني بحت [ حلال و حرام ، خطأ و صواب ].
الآن و أنتم تقرأون هذا المقال هناك أطفال ذكور وأناث يولدون مثليين الجنس , لذلك فالمثلية الجنسية طبيعية ١٠٠٪ , و بنفس الوقت ليست عادية ، لأن الغالبية العظمى من الناس تجهل هذه الحقيقة ، ولم تعتاد على هذا المصطلح مع وجود المثليين حولهم دائماً في كل زمان و مكان ، ولكنهم معروفين عندهم بأسماء و نعوت و مصطلحات أخرى مثل :- [ شواذ , لوطيين , منحرفين , مخنثين ......] , لذلك من المحتمل أن يكون أخوك أو إبنك أو أباك أو عمك أو إي إنسان قريب منك مثلي الجنس .
الخلاصة هي أن المثلية الجنسية جزء لا يتجزأ من التطور الاحيائي الطبيعي عند الكائنات جميعها عموماً ، و عند الانسان خصوصاً .
مواضيع أخرى:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
علق للحوار و ليس للجدال