3/31/2014

هل غريزة الإنجاب غريزة طبيعية؟

يُقال لولا وجود الغريزة الجنسية لما تكاثر البشر. مثلاً لو كان هناك طفل ذكر و طفلة أنثى في جزيرة نائية و كان هذين الشحصين هم بقية البشر و كبروا حتى وصلوا سن البلوغ و بدأت الرغبة الجنسية تتحرك فيهما. و نظراً لهذا الحراك سيكون بينهما جماع. و ستكون النتيجة حمل الأنثى. فالإنجاب هو نتيجة ثانوية  لرغبة أولية. فهل كان عندهما الرغبة في الانجاب لما كان جماع بينهما؟. لا أتوقع. أتوقع ما يسميه البعض بغريزة الأمومة أو الأبوة ما هو إلا رغبة اجتماعية مكتسبة. بل لا يوجد دليل علمي مثبت على وجود هذه الغريزة. 


إذا الإنجاب هو خطة الطبيعة في استمرار المخلوقات و ليست خطة البشر. ما يهم البشر طبيعياً هو اشباع الرغبة الجنسية و ليس الإنجاب كغريزة طبيعية. الانسان في المثال الذي طرحته في البداية لم يكن الانجاب كنتيجة للجماع معلوم لدى الزوجين أنما علم أكتسابها لاحقاً. 

كتاب ارشادي للازواج الذين اختاروا أن لا ينجبوا
نقطة آخرى تبين أن رغبة الإنجاب غير طبيعية أنما مكتسبة لو تذهب في الدول المتقدمة في العالم الحالي ستجد بعض الأزواج ليس لديهم الرغبة في الإنجاب فهذه حرية و لأن مستوى الحرية الإجتماعية في تلك الدول أعلى من الدول العربية فالناس تمارس حريتها بصورة أوسع. بل في العالم العربي لولا الضغط الإجتماعي الكبير لكنا كتلك الدول ففي الدول العربية قد تجد بعض الرجال و النساء ينجبوا ليثبتوا للمجتمع، فالرجل يثبت رجولته بالانجاب و المرأة تنجب لتثبت أونثتها و كلاهما يثبت للمجتمع أنهما طبيعين و ليسوا مرضى جسدياً او نفسياً لكي لا تكون لديهم الرغبة بالخلفه. و نتيجة لذلك نجد بعض الآباء و الأمهات لا يستحقوا أن يكونوا كذلك فهم يتركوا أبنائهم تربيهم الشوراع. 

فالنتيجة توصلنا أن رغبة الإنجاب غير طبيعية أنما الرغبة الجنسية هي كذلك.  و لأن المثليين لديهم رغبة جنسية لنفس الجنس رغبةً لم يختاروها و هذا الجنس لا ينتج فهذا ليس ذنبهم. أما المثليين الذين يريدون أن يكون لديهم أولاد، رغبتهم ليست طبيعية أنما مكتسبة كما حال كل البشر.

إذاً لماذا نحارب المثليين و هم نتيجة اختيار الطبيعة؟ بل المثليين يريدوا أن يمارسوا طبيعتهم كما أنت أيها المغاير تريد أنت تمارس طبيعتك أما انجابك فهو ليس خطتك أنت بل هو خطة الطبيعة و رغبتك في الأنجاب ما هي إلا نتيجة إجتماعية مكتسبة و ليست رغبة طبيعية فيك. فالمثليين لا يحاربوا رغبتك الطبيعية و لا حتى رغبتك المكتسبة. و المثليين قلة و عدم انجابهم لا يعني أن البشر سينقرضون و إذا أرادت الطبيعة أن تصنع مثليين أكثر و أكثر في الأرض فأنت ليس لك الحق في إيقاف خطة الطبيعة. فالطبيعة هي من خلقت في المغايرين الرغبة في الجنس المغاير الذي يؤدى للتكاثر. و لا المثليين يشجعون أحد على محاربة طبيعته فهم لا يغصبون أحد على أن يصبح ممارس للمثلية فقط. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علق للحوار و ليس للجدال