الكثير من المسلمين بعد معرفتهم أن المثليين لم يختاروا ميولهم الجنسية، و بعد نقاش طويل يخبرون المثليين بأن ما هم فيه هو ابتلاء من الله. و الكثير من المثليين لديهم نفس الإيمان فبالتالي يُصبرون أنفسهم و لا يسعوا أن يمارسوا طبيعتهم في أن يكونوا في علاقة مع شخص من نفس الجنس.
![]() |
"بعض المسيحين مثليين، أقبل الأمرالواقع" |
طبعاً من الإمكان ضحد هذه النظرية لو اعتبارنا المثلية مرض فكما أن الأمراض موجودة في كل الأعراق و كل أصحاب دين فالمثلية ينطبق عليها ذلك. لكن هذا يوصلنا لتسأل جديد هل الأمراض واقعاً ابتلاء من الله و هي تصيب الكل؟ هل يمكن أن يطمئن المؤمن المثلي بـأن ما هو فيه ابتلاء سيجزى عليه أم موضوع الأمراض ليس كذلك، و أنما الطريقة التي تتعامل فيها الأديان مع الأمراض مجرد لعب على عقول المؤمنين فمن يكون مؤمن يُقال له بأن ما هو فيه ابتلاء سيجزأ عليه في الآخرة و من كان متمرد على تعاليم دينه سيُقال له بأن ما هو فيه عذاب من ربه؟!. فماذا عن الحيوانات لماذا تمرض و لماذا تولد باختلافات خُلقية تجعل حياتها صعبة بل حتى أن السلوك المثلي لُوحظ في عالم الحيوان فهل هذه الحيوانات مبتلى و ستجزى؟.
المثلية لم تُذكر في قائمة الابتلاءت في الاسلام
بالنسبة لي أنا غير مقتنع بأن المثلية ابتلاء. اولاً، المثلية على طول تاريخ البشر كانت موجودة حتى قبل الاسلام.
لو كانت المثلية ابتلاء إذاً لماذا لا تذكر النصوص الاسلامية ذلك مع العلم أن عدد المثليين و أن كانوا أقلية إلا أنهم جزء لا يتجرأ من أي مجتمع.
من يدعى أن الاسلام كامل إذاً لماذا أهمل هذه الفئة؟. بالعكس تماماً النصوص الدينية الاسلامية لم تٌعطي المثليين أي حق في الدفاع عن أنفسهم و أن ما هم فيه ليس اختيار. ففي هذه النصوص لو وُجد شخصيين من الجنس نفسه يمارسوا الجنس فيجب إقامة الحد عليهما دون رحمة. مع العلم أن المثلي رغبته لا يوجود لها طريق شرعي لكي يُقارن بالزاني.
لو كانت المثلية ابتلاء إذاً لماذا لا تذكر النصوص الاسلامية ذلك مع العلم أن عدد المثليين و أن كانوا أقلية إلا أنهم جزء لا يتجرأ من أي مجتمع.
من يدعى أن الاسلام كامل إذاً لماذا أهمل هذه الفئة؟. بالعكس تماماً النصوص الدينية الاسلامية لم تٌعطي المثليين أي حق في الدفاع عن أنفسهم و أن ما هم فيه ليس اختيار. ففي هذه النصوص لو وُجد شخصيين من الجنس نفسه يمارسوا الجنس فيجب إقامة الحد عليهما دون رحمة. مع العلم أن المثلي رغبته لا يوجود لها طريق شرعي لكي يُقارن بالزاني.
أكثر مثاليين، وجدتهما ذكراً لما تُذكر المثلية كابتلاء هو تشبيهها بالفقر و المرض.
مقارنة المثلية بالفقر
![]() |
الاعلامية الامريكية أوبرا من الفقر إلى أثرى أثرياء العالم |
أما في هذا الزمن الذي لا يُطبق فيه الإسلام بالحرف الواحد، فيمكنك قراءة الكثير من القصص لاشخاص تغلبوا على الفقر الذي كانوا فيه بالجهد و الاجتهاد. و كما يُقال أسعى يا عبدي و أنا أسعى معك.
فكيف يمكن تطبيق هذا على المثلية! فالاسلام لما يُوجد لها حل على مستوى الفرد نهائياً و لا حتى على مستوى المجتمعات فإقامة الحد على كل مثليين يُمسكوا يمارسوا الجنس لن يُنهي المثلية لن المثلية ليست اختيار أنما هوية تتطور عند الانسان دون أرادته.
المثلية ابتلاء كأي مرض
لأنتقل للمثلية كمرض. اولاً ، أول من حاول إعطاء المثليين الفرصة لكي يفهموا ما هم فيه هو العلم الغربي و ليس الإسلام. فتم محاولة فهم المثلية و التعامل معها كمرض لسنوات و سنوات و لكن حتى الآن لا يوجد لها حل بل أن آخر ما توصل له العلم بأن المثلية ليست مرض و أنها جزء من التنوع في الطبيعة.
كثير من المسلمين ما زالوا يؤمنون بأن المثلية مرض و يصروا على ذلك. لو أمنا بأن المثلية مرض لماذا لم يذكر الاسلام ذلك؟. لو ذكر الاسلام ذلك لإجتهاد المسلمين من ذاك الزمن في إيجاد دواء لها و ليس إنزال الحد على كل شخصيين يمارسوا الجنس المثلي!.
ما أعرفه أن الاسلام شجع على علم الأبدان و هو علم الأمراض. إذاً لماذا لم يذكر الاسلام ذلك بدل أن يكون قاسي على مرضى؟ .
و لو كانت المثلية مرض و كان من أكبر أعراض هذا المرض هو ممارسة المثلي للجنس المثلي فكيف تكون رحمة أن يُقام الحد على مريض هزمه مرضه؟ بل عدم إعطائه الحق في الدفاع عن نفسه!.
كثير من المسلمين ما زالوا يؤمنون بأن المثلية مرض و يصروا على ذلك. لو أمنا بأن المثلية مرض لماذا لم يذكر الاسلام ذلك؟. لو ذكر الاسلام ذلك لإجتهاد المسلمين من ذاك الزمن في إيجاد دواء لها و ليس إنزال الحد على كل شخصيين يمارسوا الجنس المثلي!.
ما أعرفه أن الاسلام شجع على علم الأبدان و هو علم الأمراض. إذاً لماذا لم يذكر الاسلام ذلك بدل أن يكون قاسي على مرضى؟ .
و لو كانت المثلية مرض و كان من أكبر أعراض هذا المرض هو ممارسة المثلي للجنس المثلي فكيف تكون رحمة أن يُقام الحد على مريض هزمه مرضه؟ بل عدم إعطائه الحق في الدفاع عن نفسه!.
نعرف أن هناك الكثير من الاختلالات الولادية أو يسميها البعض تشوهات خٌلقية لم يُوجد لها شفاء حتى الآن، فهل يجب علينا السكوت عن ذلك و نترك هؤلاء الأشخاص دون محاولة لتسهيل حياتهم؟، بل يجب عليهم أن يرضوا بالبلاء الذي هم فيه و أن يقبلوا الحياة الصعبة التي هم فيها؟.
الانسان الرحيم سيقول لا، بل يجب على البشر إيجاد طرق لتسهيل الحياة على هؤلاء و محاولة توفير حياة مستقلة و حياة كريمة لهم. و هذا ما جعل العالم الآن ينتقل من استخدام مصطلح المعاقيين لذوي الاحتياجات الخاصة. فهم ذوي احتياجات خاصة لأنهم ولدوا في عالم غير مهيء لهم بل عالم مهيء للأغلبية التي لها قدرات أكثر منهم.
من يطلع على الدول في العالم المتقدم و الدول التي تسعى لحياة كريمة لكل فرد من أفراد المجتمع يرى كيف تسعى أن تهيء حياة مستقلة و كريمة لذوي الإحتاجات الخاصة. أما المثلي فلا يوجود أي قوانين لتسهيل حياته بل بالعكس تماماً على طول العالم الاسلامي إذا مارس المثلي مثليته فهو ملعون و يقام عليه الحد.
المثلي لا يوجد في الاسلام اي حل له ليُقلل معاناته و من يقول الزواج فهذا لا يعرف أن هناك الكثير من المثليين تزوجوا و لم يتغيروا و مازال الكثير من المثليين يعيشوا معاناة الزواج، و الزواج ليس حل و هذا مجرد اجتهاد بشر فالنصوص الدينية لا تذكر أن حل المثلية هو الزواج. واقعاً، ما يسهل على المثلي حياته هو السماح للمثلي بأن يكون مع من يحب أن يكون معه في علاقة، شخص من نفس الجنس و ليس الزواج من الجنس المغاير.
الزواج و الصبر على هذه الوضع غير عادل. فكيف يُطلب من المثلي الصبر و لا يُطلب من الرجل ذي الشهوة الجامحة أن يكتفي بزوجة واحدة في الاسلام لأن من حكم السماح بتعداد الزوجات في الأسلام هو أن الرجل له شهوة جنسية عالية فزوجة واحدة غير كافية له، هذا على رأي أغلب رجال الدين المسلمين. مع العلم أن هذا الحكم أراه غير عادل في الغالب في حق المرأة لأن زواج الزوج من زوجة ثانية في أغلب الحالات يضر الزوجة الأولي و طلب الصبر منها بدلاً من سؤال الرجل الصبر على شهوته ليس عدل. فلماذا لا يُطلب من هذا الرجل كبح جماح رغبته كما يُطلب من المثلي ذالك؟.
السماح للمثلي طلما يعتبر مريض بأن يكون في علاقة مع شخص من نفس الجنس لن يضر أحد و من يقول هناك ضرر ليس لديه دليل محسوس.
إذاً، إذا لم نريد تسهيل الحياة على المثلي فيجب علينا أن لا نعمل هذه التسهيلات لذوي الاحتاجات الخاصة و نسألهم الصبر على البلاء كما يُسأل المثلي بأن يصبر، فيصبر الأعمي حتى يصنع البشر علاج يحوله من كفيف لبصير و المثلي من مثلي لمغاير.
الانسان الرحيم سيقول لا، بل يجب على البشر إيجاد طرق لتسهيل الحياة على هؤلاء و محاولة توفير حياة مستقلة و حياة كريمة لهم. و هذا ما جعل العالم الآن ينتقل من استخدام مصطلح المعاقيين لذوي الاحتياجات الخاصة. فهم ذوي احتياجات خاصة لأنهم ولدوا في عالم غير مهيء لهم بل عالم مهيء للأغلبية التي لها قدرات أكثر منهم.
![]() |
تسهيل حياة ذوي الاحتاجات الخاصة في أمريكا |
المثلي لا يوجد في الاسلام اي حل له ليُقلل معاناته و من يقول الزواج فهذا لا يعرف أن هناك الكثير من المثليين تزوجوا و لم يتغيروا و مازال الكثير من المثليين يعيشوا معاناة الزواج، و الزواج ليس حل و هذا مجرد اجتهاد بشر فالنصوص الدينية لا تذكر أن حل المثلية هو الزواج. واقعاً، ما يسهل على المثلي حياته هو السماح للمثلي بأن يكون مع من يحب أن يكون معه في علاقة، شخص من نفس الجنس و ليس الزواج من الجنس المغاير.
الزواج و الصبر على هذه الوضع غير عادل. فكيف يُطلب من المثلي الصبر و لا يُطلب من الرجل ذي الشهوة الجامحة أن يكتفي بزوجة واحدة في الاسلام لأن من حكم السماح بتعداد الزوجات في الأسلام هو أن الرجل له شهوة جنسية عالية فزوجة واحدة غير كافية له، هذا على رأي أغلب رجال الدين المسلمين. مع العلم أن هذا الحكم أراه غير عادل في الغالب في حق المرأة لأن زواج الزوج من زوجة ثانية في أغلب الحالات يضر الزوجة الأولي و طلب الصبر منها بدلاً من سؤال الرجل الصبر على شهوته ليس عدل. فلماذا لا يُطلب من هذا الرجل كبح جماح رغبته كما يُطلب من المثلي ذالك؟.
السماح للمثلي طلما يعتبر مريض بأن يكون في علاقة مع شخص من نفس الجنس لن يضر أحد و من يقول هناك ضرر ليس لديه دليل محسوس.
إذاً، إذا لم نريد تسهيل الحياة على المثلي فيجب علينا أن لا نعمل هذه التسهيلات لذوي الاحتاجات الخاصة و نسألهم الصبر على البلاء كما يُسأل المثلي بأن يصبر، فيصبر الأعمي حتى يصنع البشر علاج يحوله من كفيف لبصير و المثلي من مثلي لمغاير.
الظلم في عدم ذكر المثلية كبتلاء في الشرعية الاسلامية
من آثار عدم ذكر الاسلام للمثلية كابتلاء هو القصص الحزينة و المؤلمة التي نسمعها لمثليين اعترفوا لأهلهم بمثليتهم فما كان من أهلهم إلا طردهم و رفضهم. لو كان الاسلام ذكر أن المثلية ابتلاء لكان من ممكن خفف علي المثليين في هذه الحياة؟.
و لو فرضنا أن المثلية مرض حديث فهل هذا يجعل الاسلام خارج دائرة الأستجواب؟. الاسلام يذكر حديث آخر الزمان أو علامات الساعة، فعند الشيعة تقول الرواية عن علي ابن أبي طالب "و تتزوج المرأة بالمرأة و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ... و يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء" . و عند السنة يقول الحديث " إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ".
ما الفائدة من هذه النبوءة أليس كان من الأفضل أن يُكمل الحديث بأن يقول مثلاً " وأهل هذا الزمن سيظهر لهم مرض جديد حيث يشتهي الرجال الرجال و تشتهي النساء النساء " أو مثلاً " و سيبتلى أهل ذاك الزمن و يختبر الله بعض أهله حيث يرغب الرجل الرجل و ترغب المرأة المرأة ".
هذه الاحاديث التي تذكر زواج المثليين ما خلقت لنا إلا كره المثليين لأنفسهم و كره الآخرين لهم فأين هي الرحمة في هكذا نبواءت؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
علق للحوار و ليس للجدال