لما يولد الانسان في مجتمع متدين، اول ما يهتم به هذا المجتمع هو ترسيخ الهوية الدينية في هذا الطفل، فيتم تعليمه الدين من ذو نعومة أظافره و يتم منعه من الاطلاع على اي فكر يتعارض مع تعاليم هذا الدين، فيتم تعليمه بان دينه هو اولالية الحياة و انه هو الحق و يجب عليه ان يفتخر به.
في نفس الوقت يتم تعليمه بان الزواج بين رجل و امرأة هو سنة الحياة و ان اي علاقة غير ذلك ما هي إلا علاقة شيطانية، و يتم تعليمه بان الجنس المثلي لا يمارسه إلا من هو شيطاني و فاسد و عدو لدينه.
بالرغم من كل ذلك لا يمنع ذلك بان تتشكل الهوية المثلية الجنسية لهذا الطفل . هنا ينصدم هذا الانسان بوضعه. فيجرب كل ما لديه بان لا يكون هناك صراع بين هويتياه. فهويته الدينية هي الفخر ام الجنسية فهي العار و الخطأ فيجب قتلها بأي ثمن، فيبدأ بالصلاة و الدعاء لمعبوده و يسأله المعجزة التي تحوله من مثلي لمغاير فالمعيود الذي يُلقى المعجزات على المرضى جسديا لا يعجزه تغييره. يستمر على ذلك لكن لا شيء يحدث. هنا يبدأ بالبحث عن طبيب لان لابد ان يكون هذا مرض و المريض لابد له بالأخذ بالأسباب بمراجعة الطبيب. فيجرب متعلم الدين و يطلب منه العلاج الديني. لا يحدث شيء كذلك. يقرر الذهاب للطب الحديث، طب النفس. يرجع منه مكسور الجناح فالطب النفسي لم ينفع كذلك. يقرر الزواج قد يكون هو الحل. يتزوج لكن ما زالت الأفكار المثلية تأتيه و تبدأ علاقته الزوجية بتزعزع.
![]() |
image credit: Unknown artiest |
ما هذه الهوية التي لا تتركك؟. انها الهوية الجنسية الطبيعية و ليست الهوية الدينية المكتسبة التي يضع المجتمع فيها كل قوته في تثبيتها. فيعلمه أيها من الصغر و يمنعونه من غيرها بل قد يحرصوا لا يتداخل مع اي طائفة اخرى و لا يعاشر إلا من طائفته.
السؤال هنا أي الهويتان أحق و أصدق الهوية الجنسية أم الهوية الدينية؟
ملاحظة: اغلب ما في هذه المدونة ينطبق علي، و ما لا ينطبق علي ينطبق على مثليين اخرين قرأت قصصهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
علق للحوار و ليس للجدال