2/26/2014

هل يكفي أن تعرف بأن الانسان يولد بميول جنسية معينة ولا يكتسبها لتتقبله؟


في حالة شعوبنا العربية فأنا متأكدة بان الجواب لا.

الكثير من الناس يعتقدون بأن #المثلية_الجنسية اختيار او انه شيء مكتسب يمكن علاجه. لكن الغالبية يعرفون ان هذا الكلام لا صحة له. أو غالبية الناس المؤثرة بالمجتمع ممن لديهم قدر كافي من الثقافة ليطلعوا على الحقائق العلمية ويتأكدوا بأنفسهم. لكنهم مع هذا يرفضون الاعتراف بحقوق المثليين والسبب ليس ميولهم بل لانهم يرفضون تقبل الاخر بشكل عام.
فالرافض لحقوق من يختلف عنه بالميول الجنسية هو نفسه الرافض لمن يختلف عنه بالدين او الطائفة او القومية.

مهم أن يعرف الناس نظرة العلم للمثلية. ونظرة الاديان والحضارات كذلك لأن اغلبها لا ترفضها بشكل مباشر، لكن لا يجب ان نبني آمال على انهم سيتقبلونا حين يدركون ابعاد الموضوع.

والمثال على صحة رأيي ليس فقط المغاير الكاره للمثليين برغم معرفته بأن الموضوع خارج عن ارادتهم، بل المثلي المصاب برهاب المثلية الجنسية، و الذي غالبا ينظر لنفسه كأنه مريض او مبتلى لكنه ينصب تركيزه على الغير الآخر والامثلة على هؤلاء كثيرة. اعرف نساء مثليات يعتبرون الرجل المثلي جالب للعار لأهله برغم تقبلهم لانفسهم ومثليين من كلا الجنسيين يبغضون ذوي الميول المزدوجة "Bisexual" وينعتونهم بابشع الصفات برغم ادراكهم حقيقة انهم ولدو هكذا.

حتى بدون اي اطلاع فأنا كمثلية لا احتاج لقراءة بحوث ودراسات ومعرفة عدد الكائنات الاخرى التي تمارس المثلية الجنسية.

يكفي ان اتذكر تلهفي لرؤية ابنة صديقة والدتي حين ارافقها لمنزلهم وانا في السادسة من عمري رغم ان هذا يعني التواجد في ابعد مكان عن باقي رفاقي الاطفال واخسر متعة اللعب معهم فقط لأن هذه الصديقة مختلفة بطريقة لا يمكن ان افهمها كطفلة.

عندما انظر لتصرفاتي منذ الطفولة الان بعد كم المعرفة الذي اكتسبت ارى ميولي بشكل واضح دون الحاجة لاي مرجع يؤكد لي ذلك.


القصد... معظم الناس حولنا مشكلتهم الاساسية في وضع أنفسهم فوق الاخرين لاعتقادهم بانهم افضل بعيدا عن ماهية الاختلافات.

حصل مرة ان سألت صديقة مثلية ماذا ستفعل ان جاءتها ابنتها مستقبلا وقالت لها انها هي الاخرى مثلية الجنس علماً ان هذه الصديقة مرتبطة بفتاة وتطمحان للهجرة وانشاء عائلة. اجابتني بدون تفكير طويل "أقتلها..وأدفنها بأيدي"... شعوب كلمة القتل تأتي على لسانهم بهذه البساطة حتى وان كانت مجازاً بحاجة لاكثر من العلم لتغيير رأيهم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علق للحوار و ليس للجدال