أشاد قادة مجتمع الميم ( LGBT ) و النقاد المثليين في الولايات المتحدة بنيلسون مانديلا بعد عدة أيام من رحيله - أول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب افريقيا- بأنه البطل الذي قاد الأمة لتمهيد الطريق عالميا أمام حقوق مجتمع الميم . ولكن المؤلف الجنوب افريقي والصحفي المعروف مارك غيفزير، - الذي كتب سيرة ذاتية " لثابو مبيكي " ثاني رئيس منتخب ديمقراطيا في بلاده، و التي حازت على جوائزعدة ، والذي شارك في تحرير مجموعة من الانتقادات اللاذعة في مقالات عن وضع المثليين و المثليات في جنوب أفريقيا - قال أن تاريخ مانديلا في مجال حقوق المثليين كان أكثر تعقيدا.
أود أن اشرح هذا التحليل قليلا - قال غيفزير- في مقابلة على SiriusXM Progress الناطقة من كيب تاون : "لم يكن مانديلا هو الذي قدم مفهوم حقوق المثليين في حزب المؤتمر الوطني الافريقي "الحزب الحاكم".
غيفزرالذي عاش وعمل في نيويورك ككاتب لدى (( the Village Voice و (the Nation) في ١٩٨٠م، وعاد إلى جنوب أفريقيا في عام ١٩٩٠ ليغطي الانتقال المضطرب للبلاد لصالحMail & Guardian ) ) وغيرها من المطبوعات. قال ان ليس هناك من شك في أن جنوب أفريقيا هي الرائدة عالميا في مجال حقوق مجتمع الميم (LGBT) , فهي أقرت دستور العام ١٩٩٦ الذي حظر التمييز على أساس التوجه الجنسي ، الذي أصبح أساسا للعمل القضائي الذي أدى في النهاية الأمر بالبرلمان إلى التشريع لصالح زواج المثليين في عام ٢٠٠٦.
" الكثير من ذلك حدث على مرأى نيلسون مانديلا" قال غيفزر . "ولكنه لم يكن شيئا يشعر مانديلا دائما بالارتياح نحوه . مانديلا كان رجل جيله، ذهب إلى المدرسة التبشيرية المحافظة ".
غيفزر نوه أيضاً أن مانديلا أمضى أكثر من عقدين من الزمن في السجن ، حيث كانت المثلية الجنسية من التابوهات القوية هناك و التي كانت تستخدم كشكل من أشكال سوء المعاملة والسيطرة".
"لذلك سيكون من الخطأ القول انه كان دائما متصالحا مع حقوق المثليين" وتابع غيفزر قائلا : "أعتقد أن ما هو مميز مانديلا وحول جيله ... هو أنه عندما أوضح لهم رفاقهم الأصغر منهم سنا [الذين كانوا قد قضوا وقتا في الغرب في المنفى] ... عندما تم الشرح لهؤلاء الرجال الأكبر سنا أن حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة، وأنه تماما كما لا تستطيع أن تميز ضد أي شخص بسبب لون بشرته ، أنت لا تستطيع أن تميز ضد أي شخص بسبب ميوله الجنسية فإنهم فهموها . فهموها بسرعة كبيرة. لم يقفوا في طريق هذه العملية القانونية الاستثنائية التي حدثت في جنوب أفريقيا ".
بالنسبة للإيدز، غيفزير يتفق مع أولئك الذين قد أشاروا إلى أن مانديلا جاء في وقت متأخر إلى المعركة. وقال غيفزر أنه لم يصبح ناشطا في مجال الإيدز إلا بعد تركه منصبه عندما أدرك أن تصرفه كرئيس لم يكن كافيا وبدأ يعمل بلا كلل لوقف هذا الوباء.
وصف غيفزر أيضا ما قال انها كانت واحدة من أكثر الحظات المؤثرة التي عاشها خلال عمله كصحفي في تغطية التغييرات الجذرية في جنوب أفريقيا ، القصة التي تبين مدى تأثير مانديلا على تغيير المواقف في جنوب أفريقيا حول المساواة لأفراد مجتمع الميم .
" كنت أكتب حول زوجين شابين من المثليات ، في حوالي عام ١٩٩٦ أو في٩٧، عندما كان مانديلا لا يزال رئيسا " - قال غيفزر - "الزوجان السود كانوا قد تزوجوا في كنيسة للمثليين و المثليات سود البشرة - يعني أنها لم يتزوجوا قانونيا لكن زواجهم كان كنسياً ، و حدثت مشكلة كبيرة بين أسرهم عندما تزوجوا حيث ذهبت عائلة امرأة منهن وضربت أفراد العائلة الأخرى لأخذهم ابنتهم بعيدا و انتهى كل شيء بالعائلتين في مركز للشرطة في سويتو ".
وقال غيفزر أن مأمور المخفر - الذي كان امرأة شابة سوداء كانت قد عينت لهذا المنصب كجزء من الجيل الأول من القادة الديمقراطيين الجدد - أشارت إلى ملصق لنيلسون مانديلا على الحائط "وقالت لهذي العائلتين" : اسمعوا ... هذا الرجل , والدنا ، والد حريتنا، يقول انه يحق لهن أن يكن معا وإن كان هو قد قال هذا فمن أنتم لتعارضوا ؟ . وكان هذا كفيلا بحل النزاع .
قال غيفزر"انه ليس أن مانديلا في وقت ما أمسك المايكرفون وقال :" أنا أحب مثليي الجنس "، أو:" مثليي الجنس لهم حقوق ". هو لم يقلها يوما. هو فعلا لم يقلها يوما. لكنه تقبل حقوقهم. وكان زعيم الحزب الذي اعاد تشكيل الإصلاح، بحيث أن مأمور المركز يمكنه أن يشير إليه ويقول، " مانديلا يقول بأنه مسموح."
**********************************************************
المقال من ترجم من مقال نٌشر في صحيفة هوفنتن بوست الالكترونية الامريكية في يناير ٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
علق للحوار و ليس للجدال