الكاتب: Aloush Ali
اللون الرمادي .. لون غير محدد لا هو بالاسود ولا هو بالابيض .. باهت يفتقد لرونق الالوان الاخرى .. ومجتمعنا هو مجتمع رمادي .. رمادي طاغي ديكتاتوري يريد ان يفرض لونه الباهت على الجميع .
وفي المقابل للون الرمادي هناك الوان الطيف ساطعه مشعة متألقة والمختلفون هم ابناء تلك الالوان .. ابناء قوس قزح.. والمثليون تحديدا اخذوا الالوان شعارا لهم فعدا عن انها نابضة بالحياة فانها تعج بالتنوع بالاختلاف والتناغم .. ولكن هناك مثليون اختاروا الرمادية .. مثليون رماديون ...
مجتمع يظن انه ناصع البياض لكن حقيقته ملوثه لم تجعل منه ابيضا بل رمادي مشوه .
الرماديون هم اؤلائك الذين يحسبون انهم اعلى واجل من غيرهم .. يعطون انفسهم الحق بانتقاد الاخرين بالتعالي عليهم وبمحاكمتهم
الرماديون يظنون ان المجتمع سيتقبل مثليتهم واختلافهم اذ هم اختاروا لون المجتمع
الرماديون حددوا المثلية بسلوكهم هم وجعلوا من الاخرين شواذ .. ولكنهم هم الشاذين لو يعلمون
الرماديون هم اؤلئك المنغلقين اللا معترفين بالاختلاف
الرماديون انعكاس لمجتمعهم العنصري المقصي للاخر
الرماديون يكرهون الحياة ويبغضون بريق الالوان
الرماديون جعلوا قلوبهم مرتعا للحقد والكره والغيرة لكل من قرر ان يفرد جناحه تحت نور قوس قزح ويحلق
الرماديون يعلقون رفض المجتمع لهم على شماعة اختلاف الاخرين
وللرمادية عوارض اخرى لا تخفى على العين...
ينتشر هؤلاء في صفحات التواصل الاجتماعي يعطون الحق لانفسهم بنشر صور لاناس قررت ان تعيش اختلافها فيبثون حقدهم وينتقدونهم مدعين ان مثل هؤلاء يشوهون صورة المثليين .. وكأني بالمجتمع لديه صورة صافيه وجميله عن المثلية .
اولا ما هو التشويه؟ ومن يحدد معايير الاخلاق .. المجتمع الذكوري الذي لا يعترف الا بالرجل معيار ؟ حتى المراة لا مكان لها .. عار يجب مداراته .. فكيف لمجتمع كهذا ان يحدد معايير وان يتبعها الرماديون من المثليين؟
ثم من عين اؤلائك المثليون حماة للاخلاق ؟ يلبسون ثوب الفضيلة ويحرصون كل الحرص على مشاعر المجتمع ولكنهم لا يحرصون على مشاعر الفرد وحقه في الاختلاف!
لا يفهم هؤلاء ان ال "م.م.م.م" ( lgbt) اولا لا تضم سواهم .. ولا تلبس الا ثوبهم .. بل هو مجتع وجد على التنوع .. مثليات ، مثليين ، مزدوجين ، متحولين .. ولكل منهم حرية اختيار شكله وهيئته .. حرية اختيار حياته وليس لاحد البتة الحجر عليه بدعو انه يضر او يصدم المجتمع فما على المجتمع الا ان يتقبل وينفتح وليس عليهم هم ان يتلاشوا ويختفوا .. هذه هي المعادلة التي لا يفهمها الكثيرون .. فان على المجتمع ان يتغير لا على المختلفين ان يدفنوا احياء !
يتشدق هؤلاء بالرجولة .. يريدونها فرضا على الجميع.. ولكن ما الرجولة ؟ ومن حددها .. ومن خلق هذا المصطلح؟.. وما هو في واقع الامر الا مصطلح بالي وجد لكي يفضل فئة تحكمت وطغت ولتكرس الفكر الذكوري للمجتمع ولتقصي كل شئ اخر .
يظن الرماديون انهم بذلك خير من غيرهم .. مقبولون في مجتمعهم يظنون انهم حماة المثلية وطريقتهم ستحميها من المجتمع وتجعله يقبل بها .. ولكنهم واهمون فالمجتمع وان تقبلهم باشكالهم تلك لانهم تداروا بضبابيته.. تلاشوا في قاذوراته .. فهو لا يعترف بهم كمثليين او مختلفين فهو ينكر وجود المختلف وهم يرونه ما يريد ان يرى فعن اي تقبل يتكلمون وهم كل اختلاف يدارون .. وهل يظنون وهم على رماديتهم ان كشفت ميولهم سيقبلون؟
اما ابناء قوس قزح الذين اختاروا الوان لهم فهم الشجعان الحقيقيون .. فهم تلك اليد التي تصفع وجه المجتمع ليستيقظ من غفلته .. ليعلنوا له انهم متواجدون .. اختاروا ان يعيشوا لا ان يبقوا على هامش الحياة .. هم الذي يعانون حقا وهم الذين يصلبون لكي يتكلم المجتمع عن فئة موجودة فيه يحاول طمرها وانكارها .. ولكن وان كانوا يواجهون المشاكل فهم شوكة في حلق المجتمع يثبتون له ان هناك الوان اخرى جميلة وعليه في يوم ما ان يتخلى عن اللون الرمادي الاوحد ليتزين بالوان الطيف المختلفه .. فتحية لكل المختلفين ولكل عشاق الحياة ..
اما انتم ايها المثليون الرماديون فان اخترتم ان تتداروا في
الجحور فذلك خياركم .. ولكن لا تجعلوا جبنكم ورغبتكم المكتومة في التحليق تملؤ قلوبكم حقدا .. فهناك اناس خلقوا على صورة مختلفة عنكم يعانون طوال الوقت ويخطفون بعضا من الفرص ليتذوقوا طعم الحياة .. ليكونوا هم .. فاتركوا لهم تلك اللحظات .. اتركوا لهم الوانهم وبهجة الحياة.. دعوهم يحققوا ما لم تحققوا .. واتركوهم للنور الذي منه تخشون .. لا تكونوا انتم والمجتمع عليهم .. فان سياطكم اشد قسوة عليهم .. فانتم معهم في نفس المركب وانتم اولى الاشخاص بالانفتاح وتقبل الاخر .. فلا تحسبن انكم خير منهم .. فالمظهر الخارجي ليس دليلا ابدا على قيمة الانسان.. وهم ليسوا تشويها لاي صورة كانت .. فالمجتمع هو المشوه .. مجتمع لا يقبل الا نمط اوحد "الرجل" "الذكر".. فكل ما هو مختلف هو مقصي فهذا مجتمع يرفض كل اختلاف ديني عرقي اوجنسي .. مجتمع عنصري يعكس عنصريته عليكم .. فان اختلافهم ليس ذنبا بل تمييزا وظنكم ان رماديتكم ستحسن الصورة خاطئ .. فلا يجب ان ننزل الى ظلمات المجتمع بل يجب ان نرتفع به الى النور .. ان نحارب لكي يقبل الجميع لا ان ننغمس في رماديته ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
علق للحوار و ليس للجدال