5/01/2014

حقائق عن المثلية و الأيدز

لما كنت في الثانوية وصولنا في منهج الأحياء للامراض الجنسية، و من ضمن هذه الأمراض هو الأيدز. في هذا الدرس قال المدرس للطلاب في ما معناه “ أتمنى أن لا يجدوا علاجاً للايدز فالرجال الممارسي للجنس بين بعضهم يستحقون ذلك”. 

ينتشر بين العرب أن المثلي الممارس لمثليته مصيره الأيدز. بل البعض يقول أن تحريم المثلية من إعجاز الله لأن المثلية تنشر الأيدز في المجتمع. 
لكن هل هذا صحيح؟. بالتأكيد لا بل هذا خاطىء علمياً. فالأيدز لا يقتصر على المثليين و لا ممارسة المثلية تؤدي للأيدز بالضرورة. 

على حسب موقع المراكز الامريكية للسيطرة و الوقاية من الأمراض فأن الأيدز يمكن أن ينتقل عن طريق الجنس المهبلي و الجنس الشرجي. نعم أخطر ممارسة جنسية يمكن أن ينتقل فيها المرض هو الجنس الشرجي سواءً كان بين المثليين أو المغايرين. لكن يذكر الموقع أن السبب الثاني الأكثر خطورةً هو الجنس المهبلي. إذاً نرى بأن الجنس المهبلي ليس مستثنى من هذا المرض. 

أما الأيدز بين المثليات فنادراً ما تم تسجيله بين المثليات. و بما أن المثلية ليست فقط تتواجد بين الرجال فهنا نقطة آخرى تسقط مقولة أن تحريم المثلية إعجاز ديني بناءً على مرض الأيدز.  

أما إنتشار الأيدز بين الرجال المثليين فهو يعود لأن المثليين الرجال أكثر ممارسة للجنس الشرجي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ليس كل المثليين يمارسوا هذا النوع من النشاط الجنسي. و السبب الثاني لانتشاره في عالم المثليين فهو نسبة تعدد الشركاء في عالم المثليين أكبر من عالم المغايرين و هذا يعود لعدة أسباب يدخل فيها عوامل إجتماعية. 

ففي مقال علمي للدكتور باري هلوكيتس على موقع الجمعية الامريكية لعلم النفس، يبين مدى تأثير رهاب المثلية على نفسية المثليين مما يؤدى لظهور تصرفات من المثليين تضعهم عرضة للإصابة بالمرض. 

يقول الدكتور باري بالرغم من تحسن وضع المثليين في المجتمع الامريكي إلا أن المثليين ما زالوا يواجهون وصمة عار و نظرة لا يجربها نظرائهم من المغايرين. فهذه النظرة تضع ضغط نفسي على المثلييين مما يؤدي احياناً لحالات اكتئاب و عدم استقرار نفسي مما يؤدى ببعضهم للادمان على الكحوليات أو الأدوية الادمانية. و يتبع ذلك ممارسات جنسية تضعهم في خطر. 

هناك دراسة بينت بأن الشباب الذين لديهم أهل رافضين لهم لديهم نسبة أعلى من الاكتئاب، سوء استخدام للكحوليات و استخدام للأدوية الادمانية، و سلوكيات جنسية خطرة منهم من نظرائهم من لديهم عوائل متقبلين لهم. 
المثليين يعرفون وجهة نظر الأهل من قبول و رفض من الطفولة. و هنا تبدأ تتكون لدى الشخص نظرته عن نفسه فأما أن يقبل نفسه أو أن يتكون لديه رهاب مثلية ذاتي. فيقول باري هناك دراسة اخرى بينت بأن هناك علاقة بين رهاب المثلية الذاتي و الممارسات الجنسية الخطرة. 

كذلك يقول باري بأن لرهاب المثلية المجتمعي الذي يعيش فيه المثلي سبب رئيسي في عدم تكوين المثلي لعلاقة طويلة المدى. 
فعلى حسب المراكز الامريكية للسيطرة و الوقاية من الأمراض أن الطريقة الأضمن للحماية من الأيدز هو إتخاذ شريك واحد مع الإخلاص في العلاقة. 

هناك نقطة آخرى تحتاج توضيح. ينتشر كثيراً بأن المثليين هم أول من ظهر بينهم مرض الايدز و أنهم هم أصل المرض. واقعاً العلم يرفض هذه المقولة.  نعم مرض الايدز أول ما تم تشخصيه كمرض مستقل جديد كان في مجتمع المثليين في الثمانيات لكن هذا المرض أصله من أفريقيا و ظهر بين البشر في منتصف القرن العشرين فيقول العلم أن هذا المرض أنتقل من حيوان الشمبانزي للانسان عن طريق الدم. 

أما سبب انتشاره بين المثليين في الثمانيات ذلك لانتشار تعدد الشركاء و العلاقات العابرة التي كان يُقيماها المثلييين و بيوت الدعارة. و لا ننسى أن في الثمانيات ليس فقط وسائل الحماية لم تكن متوفرة بل كان قبول المثليين في الغرب ليس كما هو الآن. و كما ذكرنا سابقاً أن عدم القبول يعني قلت دخول المثليين في علاقات طويلة المدى و هي درع للحماية من المرض. 

ريتشارد و جون علاقة دامت أكثر من ٦٠ سنة :
لو كان مصير المثلية الايدز لكن هذان الشخصان أموات فهم عاشوا وباء الايدز في عزه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علق للحوار و ليس للجدال