3/03/2014

رهاب المثلية الذاتي ... رسالة لمثلي العرب

الكاتب: Aloush Ali

يفترض المنطق ان المجموعات المضطهدة من المفروض ان تكون اكثر المجموعات تقبلا للاخر متفتحة ورافضة لاي شكل من العنصرية والاضطهاد .. لكن الواقع يثبت لنا في حالات كثيرة العكس .. ومن تلك الحالات ساتحدث هنا عن المثليين العرب !
فالمثليين العرب من اكثر المجموعات المثلية في العالم التي تعاني وتعيش الخوف والتهديد .. والمثلي العربي محاصر بمثلث يخنقه مثلث الاهل، المجتمع والدين .. يمارس ضدهم تمييز شديد .. بل واسوء لا يعترف المجتمع بوجودهم اصلا !

لكن المشكلة الحقيقية تكمن في ان الكثير من المثليين العرب هم من اشد الناس عداوة للمثلية .. وكأن مجتمعهم الرافض لكل ما هو مختلف النابذ للاخر والذي لا يعرف الا لوناً واحداً لونه هو .. وكأنه عكس عليهم كل ذلك الانغلاق وتشربوا منه كل تلك العادات فتجدهم كلما رفع احدهم رأسه ليرى النور كانوا اول من اخرج السيوف لقطع رأسه! تجدهم اكثر الاشخاص عنصرية وهوموفوبية نحو فئات مختلفة في عالم المثلية فلا يتوانون ان ينصبوا أنفسهم قضاة ليحاكموا الاخرين .. لانهم قد يكون لديهم ميول انثوية او يلبسون لبسا معينا او يتصرفون بشكل خاص .. يريدون ان يفرضوا للمثلية لون خاص رمادي يظل متداريا لا ينتبه لوجوده احد .. ناسيين ان المثلية هي اصلا عبارة عن الوان طيف نابضة بالحياة والتنوع !
مثليون يرفضون المثلية .. يرفضون العلاقات المثلية، يحاولون دائما احباطها وادعاء فشلها
ينتقدون المثلية في العلن .. ثم تجدهم يبحثون في الخفاء عن طرق لاشباع رغباتهم المثلية .. يسبون " الممارسات الفاحشة الشاذة " ثم يعيشونها ليلا .. يعيشون شيزوفرينيا كاملة .. فتجد لكل منهم اكثر من حساب على صفحات التواصل الاجتماعي الاول ديني بحت ومن نوع انشرها ولك الاجر .. وتجد لديهم مقالات تجرم اللوط .. وحساب اخر ملئ بالافلام والصور الاباحية المثلية ! ولابد ان ذلك ينبع من شعور الذنب الذي يسكنهم مع تناقض بين ما يؤمنون به وبين ميولهم.. يعيشون صراع داخلي صعب بين رغبتهم وما كبروا عليه في مجتمع صور الجنس غولاً والحب اكبر الذنوب .. فما بالك لو كان حبا مثليا .. ويكفي هؤلاء لو تفكروا قليلا حتى يعلموا ان الله اعظم من احكام البشر .. يلزمهم فقط بعض من التفكير وبعض من انفتاح .. لكنهم خائفون يغلقون ابواب موصدة على انفسهم لا يريدون ان يسمحوا للنور بالتسرب اليهم .. والتغيير ليس سهلا دائما .. فيكتفون بالقول هذا بلاء من الله ساصبر عليه .. فيضيعوا حياتهم خوفا .. فلا هم صبروا ولا هم استمتعوا بحياتهم كما ينبغي !
وقد يكون مرد ذلك لغيرة فيهم حين يرون ان اخرين يمتلكون شجاعة ليعيشوا ليحبوا وليسعدوا .. شجاعة لاستقبال النور .. اما هم فيعيشون بالجحور والظلمات يريدون من الجميع ان يبقوا الى جانبهم حتى يطمئنوا انه خيار الجميع .. فيزعجهم ان تحرر احدهم من قيوده، فيوجهون جهودهم لتحطيمه .. بدل ان يوجهوا ذلك المجهود لتقبل انفسهم وتعلم التعايش معها فهم يحاربون ميول خلقت معهم وستبقى معهم ولن ينالوا الا المعاناة !

ما اريد قوله هنا اننا كمثليين نعاني الامرين في مجتمع رافض لنا كلية .. أ فليس الاولى بنا ان نكون على الاقل ارحم على أنفسنا .. ان نتعلم تقبل الاخر ونكون اكثر الناس انفتاحاً .. لا أن نبرر انغلاق المجتمع ونقلده ؟!
أليس بالحري بنا ان نعرف اننا لا يمكن ان نحاكم احدا ونقاضيه لاننا كلنا بشر ولا يمكن لاحد ان يقرر لاخر حياته وان الحقيقة من شخص لاخر تختلف وان لكل منا زاويته التي يرى منها الاشياء؟ أليس الحري بنا ان نكون اكثر تواضعا ونكف عن ذلك الاستعلاء الفارع ظانين اننا احسن من الاخرين .. متناسيين ان لكل منا جوانبه القوية وجوانبه الضعيفة !
وفي الختام هي همسة لكل مثلي عربي .. فقد آن الاوان لوقفة مع النفس للتفكير والتدبر وعجلتنا تتقدم ولسنا بحاجة الى اعواد اضافية ومن داخلنا تعطل المسير فيكفينا ما نواجه من الخارج.
اقول لكم يا اصدقائي انه حان الوقت لتقبل انفسكم تعلموا كيف تحبونها وتعلموا كيف تتعايشوا معها فالايام تمضي دون رجعة .. اعلم انه صعب في ظل معتقدات وبيئة اجتماعية نعيشها .. لكن لو توقفتم عن جلد انفسكم وتأنيبها واعطيتوها حبا اكثر فان الطريق سيكون اسهل بكثير ... واعلموا اخيرا اننا سواسية لكل ميزاته وشخصيته ودوره في الحياه .. وان ادركنا ذلك التزم كل في مكانه .. وعلم انه ليس خيراً من احد ولا احد خير منه .. وعمل كل دوره تاركا الاخرين يعملون ويعبرون ...

هناك 4 تعليقات:

  1. رائع كلامك ياعلى..رائع اديبا وكاتبا وصديقا..

    ردحذف
  2. غير معرف3/24/2014

    "المجتمع لا زال غير قادر وقابل على فسح المجال لحوار حول المثلية ولا يجب القاء اللوم فقط على الحكومات أو التيارات الإسلامية الصاعدة. لا زال للمجتمع سلطة مطلقة على الفرد، الذي يخضع في النهاية للمعايير الاجتماعية السائدة".

    ردحذف
  3. غير معرف7/17/2014

    A question... Do we have a supporting org for LGBT rights here in Jordan who can help us?? Were in trouble,,

    ردحذف
    الردود
    1. Hello, I am not from Jordan as I know there is no such one in Jordan.

      حذف

علق للحوار و ليس للجدال